Sunday, June 13, 2010

عن دلع المواطن



ماحدث في الأسكندرية بالتحديد في كيلوباترا من مقتل الشاب خالد سعيد اثار العديد من الأراء والشكوكات والتساؤلات.

إتجاه يقول بأن الفتي مظلوم و الراجل إبن ناس ومحترم ومشهود له بحسن الخلق ووو
وأخر يقول إنه مسجل خطر وتاجر مخدرات وسوابق ويبيع المخدرات ووو
الغريب في الموضوع ان الرأيان لا يقعان في منطقة مشتركة أبدا.

امممم عموما انا لست بمحقق حتي اتتبع التفاصيل وأستنتج او حتي بكاشف الضمائر حتي اعلم ما نوعية ذاك الفتي.نرجو أن يرحمه الله.

لكن الذي اريد ان أتكلم فيه حقيقةً هو سرعة تحرك و هيجان الشارع وقدرة المجتمع علي التعاطي مع مثل تلك القضايا و التعاطف مع ضحاياها حتي وإن كانوا جناة -لا أتكلم عن خالد ولكن بصفة عامة- يسود إتجاه تكذيب اي رواية للشرطة وتلجيم كل الأفكار التي تصدر من المباحث وحتي النيابة!!

وطبعا ده راجع لطريقة تعامل الشرطة مع تلك القضايا وأننا نشهد حالة لم يشهدها احد في العالم الحالي احتقان شديد جدا جدا بين قوات حفظ "النظام" والشعب.

قد نسأل ماذا إذا كانت الشرطة بالفعل صادقة في تلك الحادثة ووو
لم تم تكذيب الرواية وتناقل رواية أخري؟
ربما لم تغضب تلك الجماهير للقضية ذاتها بقدر غضبها علي طريقة الشرطة في التعامل مع الأمر.
يعني فيها إيه لو كان طلع أي مسئول رفيع ويوضح الحقائق مدعما بالأدلة.
او حتي لا يتم التعامل مع المتجمهرين امام القسم بتلك الهمجية.
او حتي فتح تحقيق داخلي او او او.
الذي يغضب بالفعل أن تحس أن الشرطة لا تأبه لحياة شخص وهذا ما يبدو سبب الغضب.
وحكاية تعامل الشرطة في تلك القضية مثلها كمثل قضايا كثييييير سوء تعامل الشرطة معها يكسبها مزيدا من التعقيد والشكوك.

لابد أن نفهم طبيعة الشرطة الحالية.البوليس المصري خصوصا عايش فترات عصيبة جدا في الثمانيات وأوائل التسعينيات من إرهابين وتجار مخدرات و خارجين علي القانون مما أكسب رجال البوليس اولئك شراسة ما بعدها حدود تجاه أولئك الخارجين علي القانون.

ولكن ماذا بعد إن أنقضت تلك الأيام؟؟؟ هل تتوقع أن يتم تسريح كل أولئك العسكر بمجرد ذهاب الخطر خاصة وأن النظام يحتاجهم للحفاظ علي أمن "البلد".

ماذا تتوقع من جهاز يمتلك ما يفوق النصف مليون جندي أمن مركزي -بالميت- وفرق خاصة وفرق لمكافحة الشغب ومدرعات بالمعني الحقيقي ومخابرات داخلية علي أعلي مستوي وهيئة مباحث عامة ماتفوتش النملة.
كل ده قد يبدو طبيعا ايام الثمانينات ولكن الأن أين ستذهب كل تلك القوة؟؟

مثال للتوضيح: ما حدث منذ يومين في الساعة لمن لا يعرف ماذا حدث وما هي الساعة.
الساعة هي ميدان كبيير أغلبه باعة جائلين. قررت شرطة الإزالة في خطوة معتادة النزول للميدان وتنظيفه علشان يلموا الحاجة طبعا الناس اللي واقفة دي حياتها العربيات اللي واقفة عليها مع الأحتقان بين الشعب والشرطة خرج المئات بالأسلحة البيضاء يطاردون أفراد الشرطة وضربهم والهتاف ضد الحكومة وتكسير عربيات الشرطة وإشعال النار في الموتسيكلات بتاعت الظباط.

ماذا حدث بعدها؟؟ المئات إن لم يتعدي الألف من الأمن المركزي ومدرعتين وفرق مكافحة الشغب -وما أدراك ما فرق مكافحة الشغب - وطبعا فرق الكاراتيه التي لا يخلو منها اي إشتباك.
ومدير أمن إسكندرية في ميدان الساعة يقود العملية بنفسه!!! وفي خلال ساعتين كانت الساعة تنام علي الأصوات القتالية لجنود مكافحة الشغب.
إنها ليست الحرب إنها فقط لإحكام السيطرة علي الجموع الغاضبة.

"يعني الداخلية غلطانة لإنها بزبط الأمن" : لا الغلطة أصلا إن ميدان الساعة ده من أشهر اسواق إسكندرية وبيصروا إنهم كل شوية ينزلوا الإزالة كل لما يحتاجوا قرشين وكذلك سوق باكوس وسوق القاهرة كل دي متعارف إنها اسواق ولكن الحكومة لا تأن في إزالتهم بدون إيجاد البديل.
لذلك رد الفعل الطبيعي هي تلك ردة فعل اهل الساعة.
طب ماعلاقة كل ذاك بقصة خالد؟!!

العلاقة إن القصتين متشابهين بالنص وايضا القصتين ذاتهم متطابقتين مع كل قصة أبطالها الشرطة.

إن الشرطة -حفظها الله- لا تعي أنها تتعامل مع "مدنيين طبيعيين" يعني الإنسان بيتكلم باللسان مش بالإيد ولما يحب يستفسر عن حاجة مش لازم قبليها "معلش سعادتك يا بيه" وأخرها "ألف شكر يا باشا" متبوعة بسلام.
ليس مجرد ان الشخص ارتكب جرم فإنه يستحق جميع الوان العذاب.ولا يوجد احد فوق مستوي الشبهات او الأخطاء.

أتذكر قضية تعذيب عذب فيها رجل مسن يبلغ الستين عذابا شديدا وقد سحل بالفعل في الشارع بعد قذفة بقنبلة حارقة تخيل واحد مربوط وبيتجر في الشارع مسافة 200 متر والنار ماسكه فيه.
وفي الأخر طلع كله ده بسبب تشابه في الأسماء!!!

أكيد كل لما تقف في وقفة او مسيرة او حركة إحتجاجية أو حتي تروح ماتش الأهلي والإتحاد وتلاقي في نفس الأماكن دي جنود الأمن المركزي أكيد ده هايسبب ليك إحتقان.

خلاصة الكلام أن في ظل التعامل الحالي من الشرطة تجاه الشعب وخاصة الجموع الغاضبة او المتجمهرة او المتظاهرة يزيد من الطين بلة ولا ينشفه.

عندما أسمع عن أعمال الشغب في فرنسا او بريطانيا او أي بلد أوربية اتوقع قبل رؤية النشرة أني سأشاهد جموعا من الشرطة المدججة بالمدرعات والجنود المدرعين كما تعودنا هنا تشتبك بعنف وبتشكيلات قتالية مع المواطنين.

مارأيته هو أفراد مدرعين يحيطون بالمخربين لمنعهم من الوصول لمزيد من الأهداف المدنية والذي يشتبك معهم الشرطة العادية بدون سلاح وبإستخدام رشاشات المياه في وقت الشدة.

ربما علي تلك الدول أن تكف عن "تدليع" مواطنيها وانتهاج نهج المصرييين

--------------------------------
Aboelnour
.

No comments:

Post a Comment