Thursday, February 4, 2010

المكيافيلليون الجدد...... كتابا قرأته

يظن القارئ للعنوان اني سأتكلم عن كتاب جديد اسمه "المكيافيلليون الجدد" قرأته وسأتناول اجزائه بالشرح والنقد والنصح.
حقيقةً لا يوجد كتاب اسمه "المكيافيلليون الجدد" -علي حد علمي- وهذا يقودنا بطبيعة الحال اني لم اقرأ الكتاب إذن من هم "المكيافيلليون الجدد" وما هو الكتاب الذي دفعني للكتابة تابع معي حتي تعلم.

منذ مدة ليست بالطويلة كنت اتجول داخل الكمبيوتر متصفحا ما يقع تحت يداي و لا اذكر التفاصيل صراحة ولكن ما انتهت إليه الامور اني فتحت كتاب "الامير" للإيطالي نيكولا مكيافيللي لمن لا يعرف من هو مكيافيللي هو صاحب المقولة الشهيرة "الغاية تبرر الوسيلة" ولمن لا يعرف كتاب "الامير" هو كتاب ألفه صاحبه مستندا لمجموعة من المبادئ التي يراها هو مناسبة لحكم الشعوب وكان هدف الكتاب ان يكون مرجع للامير الايطالي في الحكم إذ كان اقصي ما يتمناه مكيافيللي ان يقرأ الامير كتابه ويعمل به ليقود الامة الايطالية نحو مجدها القديم.

عند تصفح الكتاب تجد ان الكتاب يركز علي علاقة الحاكم بالرعية وهذا ما يثير الدهشة فالمتوقع من كاتب يريد الاصلاح لامة ان يقدم برنامجا سياسيا واجتماعيا وثقافيا ووو ليكون بديل عن البرنامج الحالي حتي يعم الاصلاح كل مرافق الدولة. ولكن الكتاب يبدأ بتصنيف الممالك وكيفية التعامل معها وينتهي بالتعامل مع الرعية وعامة الشعب علي اسس ومبادئ وضعها مكيافيللي رأها مناسبة. مما استدعاني لاعادة النظر في هدف الكتاب الجوهري نعم الكتاب يهدف لإعادة مجد ايطاليا ولكنه علي غير عادة كتب الاصلاح لا يقدم برنامج شامل.


عند الخروج من الدائرة والنظر إليها من الخارج نجد ان مكيافيللي لم يكن يريد ان يقدم برنامج مصلح للبلاد بل كان هدفه صقل شخصية الامير من خلال تلك الجوانب التي تناولها في كتابه فهو يهدف لصقل الذات عند الامير من خلال تعليمه كيف يتعامل مع شعبه والممالك المحيطة.
كمثال علي ذلك نأخذ شخصية اتبعت التعاليم المكيافيللية وهو ادولف هتلر كان من قراء ذاك الكتاب وبالفعل لعب ذلك الكتاب نصيب في صقل شخصية هتلر حيث نجد ان مكيافيللي في كتابه لا يري حرجا في قتل الابرياء حتي ولو كان السبب هو المحافظة علي المنصب او اي سبب اخر نجد ان بالفعل هتلر قد صقلت شخصيته في تلك الناحية فنجد قيامه بما يسمي بالموت الرحيم والتعقيم الاجباري بدعوي المحافظة علي الجنس الاري (الجنس الالماني) وانه صنف الناس لمراتب جعل اعلاها الجنس الالماني وادناها الجنس السامي وقس علي ذلك.

ولكن ذاك الاعتقاد بأن الكتاب يهدف لصقل شخصية الامير يمكن دحضه حيث ان عند استخلاص الافكار من الكتاب ستجد ان تلك الافكار هدامة من الدرجة الاولي وتتنافي مع اي فطرة ادمية تنبذ القتل والنفاق والكذب والخيانة مما يدفعنا للشك اصلا في قيمة الكتاب وقدرته علي رد المأخذ عليه كما يدفعنا للشك في الاساس الذي ارتكز عليه مكيافيللي بان الغاية تبرر الوسيلة.
الغريب ايضا في الموضوع اننا لم نسمع عمن يسمون انفسهم "بالمكيافللين" لان كما ذكرت ان الكتاب حقاً مليء بالنواقص والافكار السيئة التي لا يعترف بها اي ذو عقل لذا يأتي السؤال هل مكيافيللي هذا مجنون او شخص سيء الخلق اراد ان يؤلف كتاباُ وانتهي علي ذلك. ام ان مكيافيللي ذاك السياسي المخضرم يري شيئا لا نراه نحن ومن أين استمد مكيافيللي القوة في اقناع القارئ بأفكاره.

اعتمد مكيافيللي في كتابه للاقناع علي أن كل شخص شرير كان او خيًر داخله ما يسمي بالشخصية المكيافيللية تلك الشخصية التي تريد اشباع الغرائز البشرية بنهم بغض النظر عن الوسائل او النتائج لذا هو تعمد اثارت تلك الشخصية عن طريق ابراز الغاية وأخفاء الوسيلة لها.

لذا نري من هم قد استفحلت شخصياتهم المكيافيللية في حياتهم تري عندهم "الغاية تبرر الوسيلة"
فنري الموظف المرتشي الذي يبطل حقا ويحق باطلا من اجل ما يسميه لقمة العيش.
ونري المواطن السلبي الذي لا حيلة له في تصريف اموره بدعوي انه عنده عيال.
ونري الشاب التافه الذي كل همه في الحياة "الالبوم الجديد" بحجه ان ذلك فن يهذب نفسه به!
ونري الانسان الذي يتعصب في مباريات الكرة لدرجة قد تصل للقتل بدعوي الوطنية.
ونري الاعلامي الذي يلعب علي اعصاب الناس من اجل ان يزداد نجمه علوا بدون اهتمام حقيقي بمشاكلهم.
ونري الوزير الذي يبذل الغالي والرخيص في سبيل الكرسي.
ونري النائب الذي يسب الدين من اجل حزبه.
ونري المرء يقتل اخاه لاجل حفنة جنيهات.
ونري من يقتل في "خلق الله" بحجة قيام دولة إسلامية.
ونري "أناس" يبيعون قضايا شعوب قد نزفت من اجلها دماء ازكت التراب من اجل المنصب.
ونري "أناس" يزيدون علي الناس السابقين علي حساب نفس القضايا من اجل نفوذهم.
ونري ونري ونري ونري................

أولئك .............أولئك هم المكيافلليون الجدد
------------------
Aboelnour


1 comment:

  1. but don't forget that the book itself limited change to "power". irrespective that change was based on good or bad ideas.

    nice post

    ReplyDelete