Thursday, March 18, 2010

لبنة الإصلاح

منذ ما يقارب الاسبوع او الاسبوعان-عندما كان الواحد لسه بعافيته- كنت احاول ان اقتل وقتي بمشاهدة التلفزيون ووقع تحت يدي برنامج "القاهرة اليوم" بمذيعه المثير للجدل عمرو اديب وكان بأسلوبه الساخر يناقش قضية تعيين قاضيات في مجلس الدولة ويقول ان من المفترض ان المرأة مثل الرجل ولا يستطيع ان ينتقص من حقها احد وان الدستور قد حفظ حقوقها بلا بلا بلا ودخل علي الهاتف المستشار احمد مكي واخذ في سرد وجه النظر الاخري وبلا بلا بلا طبعا المذيع بعد الهاتف قال فيما معناه"خلاص الست بقي تقعد في بيتها تكنس وتمسح وتطبخ وتعود المرأة لعصر (الحريم)"!!!

كنت في تلك اللحظة اوشك بأن اقذف التلفزيون بكوب الشاي الذي كان بيدي ولكنا حال دون ذلك ان الشاي كان ساخن والبرد ينحت في جسدي طبعا بعد ما شاهدت الحلقة وحرقت دمي في تفسير وجه نظري امام التلفزيون قررت ان اتناسي الموضوع.

ما أرجع الموضوع في ذهني اني كنت منذ ايام في مشوار وقد قررت ركوب الترام وطبعا بسبب ان اخر مرة ركبت الترام كانت قديما فأني ظننت ان العربة الثانية دوما ما تكون مخصصة "للسيدات" فنطيت في العربة الاولي وكنت انهج من كثرة الجري ولكني قد فوجئت بأن العربة لا يوجد بها رجل واحد وماهي إلا لحظات حتي سمعت صوتا كاد ان يخرق اذني "حرييم" ...........................!!
عليهم اللعنة قد جعلوا عربة ال"حريم" اول عربة لا اعلم ما الحكمة ولكن سرعان مانزلت وركبت في العربة الثانية।


وظللت افكر في ذلك الموقف طول مدة ركوبي ألا تتطالب المرأة بتحريرها و المساواة مع الرجل في جميع الحقوق إذن لماذا عربة مخصصة لهن في وسائل النقل ولماذا يسمح بأن تركب المرأة في عربة الرجال والعكس لا. لماذا عندما نجد رجل يجلس في القطار وامامه امرأة واقفة ولا يقوم ليجلسها نقول عليه راجل "ماعندوش ذوق" -بغض النظر ان طبعا في بعض الاحيان يفضل الرجال قلة الذوق عن وجع الوقوف- لماذا عندما كانوا يحشرونا في المدرجات في اعدادي ونجلس انا واصدقائي علي الكراسي والبنات علي السلالم كانوا ينظرون لنا نظرة -ايه قلة الذوق دي- مع اني كنت افتح المدرج مع العامل وهي تأتي بعد الدكتور ما يدخل وهي لا تتوقف عن ما يسمي بالرغي. أليس هناك مساواة بين الرجل والمرأة تلك التي كانوا يطالبون بها في عصر المرأة الحديدية والحركات النسائية التحررية إذن لم يستنكرون علينا ذلك بل سمعت من يطالب ان يتم مساواة الرجل بالمرأة.
بعض الذين يشجعون خروج المرأة للعمل يقولون ان قابلية الفساد لدي المرة اقل من الرجل أظن اولئك لم يدخلوا مصلحة حكومية قط.
وحتي إن رأيت المرأة في العمل فأن لها ايضا معاملة خاصة وهذا يتنافي مع من يطالب بالمساواة.

انا لست من أنصار ان أبخس المرأة حقوقها وأن تظل خادمة للرجل كما صورتها لنا السينما القديمة -الكاذبة- خادمة عند سي السيد.
ولكن أقول هل نحن ملزومين بتعيين المرأة قاضية هل خلاص خلصت الرجالة من عندنا -لو خلصت نبعت نجيب من الصين اهو بيقولوا ان الرجل الصيني موفر للطاقة- هل المرأة دي تتفوق علي الرجال في القضاء
من المعروف ان أردت ان تنتزع حق من اهله فلابد لك ان تكون أكثر أهلية للحق منهم.

هل تستطيع المرأة القضاء في احكام الجنايات.هل تستطيع المرأة القضاء في احكام الاعدام.هل تستطيع المرأة دراسة دستورية قرارات يصنعها رئيس الجمهورية او المجالس النيابية اوالتشريعية اوالتنفيذية في الدولة؟ امممممممممم دعني اغير صيغة السؤال حتي لا تفهمني خطأ:
هل تتفوق المرأة علي الرجل في القضاء في احكام الجنايات.هل تتفوق المرأة علي الرجل في القضاء في احكام الاعدام.هل تتفوق المرأة علي الرجل في دراسة دستورية قرارات يصنعها رئيس الجمهورية او المجالس النيابية اوالتشريعية اوالتنفيذية في الدولة؟؟؟؟!!
الأجابة: لا ليس لتحيز للرجل بل لأن كل قد خلق لما يسر له
وعلي الجانب الاخر:
هل يستطيع الرجل تربية جيل ناشيء علي منهاج صحيح؟ هل يستطيع الرجل ان يكون ام وزوجة وجدة ومعلمة في نفس الوقت؟ هل يستطيع الرجل .....
عن نفسي لا اطيق صراخ الاطفال لمدة ربع ساعة متواصلة.

خلاصة القول أن من يطالب بتحرير المرأة هو يخرجها من ثوب قد كرمها الله به. وأن المرأة الي تربي جيل مصلح خير الف مرة من المرأة التي تقوم بعمل الرجال.

أما عن سبب اصرار الحكومة تعيين المرأة في مجلس الدولة فهذا يظل لسبب سياسي بحت وليس لسبب حقوقي
.............................

--------------------------
Aboelnour

1 comment: