Saturday, August 7, 2010

في الجوف

تبكي..تميل إلي باحثة عن لمسات قلبي..وهي حين تبكي تتدفق أرق المشاعر وتنسال في صمت ورهبة الراهب الواقف في محراب الحب,كي تغزل أعذب ألوان الحزن....أراها وقد تملكها الخوف والقلق..أراها وقد صارت في طريق هي فيه تائهة..هي كمن دخل جوف ولا يعرف كيف دخل ولا يدري من أين الخروج,فيبحث عن المخرج والمنقذ..يستنجد فلا يسمع إلا صدي صوته الخافت..يري بصيص من شعاع نور,فيتملكه الأمل للحظات ويتوهم..وسرعان مايتيقن أنه مجرد بصيص عابر....ولكنه يأبي الإستسلام بهدوء,فيبدأ محاولا بجميع السبل معرفة مدخل ومخرج الجوف..يبحث في جميع أركان الجوف ذهابا وإيابا..فتارة يتقرب وتارات أخري يبعد..وذلك لحيرته بين التسليم وبين الإستسلام..فالتسليم الأول هو التسليم للجوف..والتسليم الثاني هو الإستسلام يأسا في معرفة بداية ونهاية الجوف...فيموت في قلب الجوف ويزول....أما الآن....فهو جالس في الجوف في حيرة وهو يبكي والجوف يحب أن يراه يبكي..فيقترب منه أكثر فأكثر حتي تتلاقي الأنفاس ويسمع تنهدات قلبه,فيضع يده بخفة حول عنقه ماسحا دمعه وصولا إلي خديه..ويهمس في أذنه باسما ويقول : " ألا إني أنا الجوف فلم تريد الخروج؟,وبأي منطق تبحث عن مخرج وهو بينك وبينه خطوتين ولكنك معطيه ظهرك..لا أري مفيد في وقوفك فإما أن تدخل في الجوف وتتعمق وإما أن ترجع إلي الوراء خطوتين..فإن دخلت فلا تسأل ,وإن خرجت فلا تطلب الرجوع"...

كتابة: الشيماء السعدني

No comments:

Post a Comment